هويتي في المسيح

– بقلم جويس ماير

“لأننا نحن عمله” (أفسس 2: 10)

المقصود بكلمة “عمله” هنا تحفته أو برهان ودليل مهارته وإبداعه. تُرى، ماذا يرد إلى ذهنك عندما يصفك الله على أنك عمله أو تحفته؟ هل تقبل وصفه لك أم تعتقد أن الله ربما يتكلم عن شخص آخر؟ أو ربما تقول “لو كان الله يعرفني حقاً لما وصفني بهذا الوصف!”

إن هويتنا الشخصية أو الطريقة التي نرى بها أنفسنا تتشكل عادة بخبراتنا خلال سنوات حياتنا الأولى، فربما تكون سمعت من والديك ما يكفي لأن تشك في قيمتك كشخص وربما تعرضت للرفض أو الإساءة مثلي. فقد تعرضت للإساءة الجنسية واللفظية والنفسية والجسدية من قِبل والدي والتي استمرت سنوات حتى غادرت المنزل عندما بلغت الثامنة عشر من عمري وبعدها أخذت هذه الجروح معي إلى زواجي الأول من شخص أساء معاملتي وفي النهاية تركني.

وحتى بعد أن قابلت وتزوجت بديف –ذلك الرجل الرائع والمُحب- لم أكن أعرف كيف أمنح أو استقبل الحب. كنت متسلطة وغاضبة وناقدة وسلبية، وديانة للآخرين. وهكذا صار كل ما نشأت فيه جزءاً مني. كانت مشاكلي متأصلة بداخلي نتيجة لسنوات الإساءة التي تعرضت لها ولطريقة التفكير الخاطئة التي عشت بها والجراح التي اختبرتها.

في المسيح

خلال تلك السنوات، تعرفت على الرب وقبلته مخلصاً لحياتي وكنت أحب يسوع وأؤمن أنه غفر خطاياي وأنه سوف يأخذني معه للسماء ولكن حياتي كانت خالية من النصرة والسلام والفرح. كنت أشعر بالإدانة طوال الوقت ولم أكن أشعر بالرضا عن نفسي أبداً إلا عندما كنت أعمل جاهدة للوصول إلى هدف معين معتقدة أنني سوف أحصل على قيمة ما نتيجة لذلك ولكني كنت مُجهدة ومُستنفذة وبائسة.

لقد أخطأت ببحثي عن ملكوت الله الذي هو بر وسلام وفرح (انظر رومية 14: 17) في الأشياء وفي الآخرين. لم أدرك أن ملكوت الله موجود بداخلي كما قال الرسول بولس في كولوسي 1: 27 ففرحي وهويتي هما في المسيح وحده.

تقول كلمة الله في 2كورنثوس 5: 17 “إذاً إن كانت أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً.” لم أكن قد استوعبت حقيقة هذه الخليقة الجديدة. كنت أعيش بحسب كل ما في ذهني وإرادتي ومشاعري وقد كانت كلها محطمة ومشوهة. لقد دفع يسوع ثمن خلاصي بالكامل ولكني لم أعرف كيف أقبل هذه العطية الثمينة.

 

لحظة استنارة

ذات يوم وبينما كنت أقرأ الكتاب المقدس، لاحظت الآية الموجودة في 2 كورنثوس 5: 7 “لأننا بالإيمان نسلك (ننظم حياتنا ونهذب سلوكنا وفقاً لما نؤمن به واحتراماً لعلاقتنا بالله بثقة ونعمة) لا بالعيان (أو بحسب الظاهر).”  استوقفني الروح القدس وسألني “بماذا تؤمنين يا جويس فيما يتعلق بعلاقتك بالله؟ هل تؤمني أنه يحبك؟” وبينما كنت أبحث بصدق في قلبي عن إجابة لهذا السؤال وبينما كنت أدرس ما تقوله كلمة الله، أدركت أني أؤمن أنه يحبني ولكن بشروط.

ولكن كلمة الله تقول أنه يحبني محبة كاملة … محبة غير مشروطة وأن محبته لا تتوقف على كمالي أو أمانتي (انظر 1يوحنا 4: 8) فهو يحبنا في كل وقت ولكننا لا نقبل هذه المحبة في كثير من الأحيان لأننا نشعر بالذنب بسبب سلوكنا السيئ. يجب أن نكون واعيين ومدركين لمحبة الله وأن نؤمن بها ونسلك وفقا لها. ولكني كنت غير مدركة لهذه المحبة وبالتالي لم أؤمن ولم أصدق في محبته لي. كانت لحظة استنارة بالنسبة لي وبداية لشفائي من الداخل. استغرق الأمر وقتاً ولكني اليوم أقول وبكل صدق أني شُفيت وأني راضية وسعيدة لأني أعلم وأؤمن في قلبي أن الله يحبني ولذلك أحب نفسي أيضاً.

املأ ذهنك بالحق الموجود في كلمة الله فكلمة الله تؤكد مرة بعد الأخرى أن الله يحبك محبة غير مشروطة ويقول أنك صنعة يديه وتحفته وأنك امتزت عجباً (مزمور 139: 14) ويقول أيضاً أنه لا يوجد شيء يمكن أن يفصلك عن محبته (رومية 8: 35). لا تدع إبليس يسرق هويتك … فأنت صنعة يديه. آمن بذلك.

 

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon