لا تتكيف بل تميز

– بقلم جويس ماير

من الصعب أن نشاهد التلفاز أو نستمع إلى الراديو أن نقرأ الصحيفة اليومية أو نتصفح الانترنيت دون أن نقف وجهاً لوجه أمام الشر الموجود في العالم اليوم.

لا أدري إن كنا نعيش في أواخر الأيام أم لا ولكني متأكدة من أننا أقرب لذلك اليوم من الأمس.

كثير من المؤمنين يهتمون بموعد مجيء المسيح ثانية ويتطلعون لذلك اليوم بشوق ولكني أؤمن أن يسوع لم يخبرنا بهذا الموعد لسبب مهم وهو أنه لا يريدنا أن نستعد ولكنه يريدنا أن نعيش مستعدين!

وفي رسالته لتلميذه تيموثاوس، يصف بولس الرسول كيف ستكون الأيام الأخيرة وإن قرأنا ما جاء في 2تيموثاوس 3: 1-5 سنشعر وكأننا نعيش هذا الوصف اليوم.

طمع، تعظم، تكبر، محبة مال، عدم طاعة … الخ

وفي الإصحاح التالي، يقدم بولس لتيموثاوس إرشادات لكيفية للحياة في وسط هذه الأوقات الصعبة فيقول له أن يكرز بالكلمة  ويعلم ويشجع ويوبخ (2تيموثاوس 4: 1-5)

حسناً، التشجيع أمر مُسر وهذا ما أفعله كثيراً في عظاتي والناس يقبلون التشجيع بإيجابية ولكن الأمر يختلف ويكون صعباً عندما أوبخ أو أقول أشياء صعبة القبول.

لقد دعاني الرب لكي أكون مُعلمة للكلمة وهذا يعني أن أساعد الناس أن ينموا وينضجوا روحياً حتى يتمتعوا بالحياة الأفضل التي مات المسيح لكي يمنحهم إيهاها وهذا يجعلني أخبرهم بأمور قد لا يرغبون في سماعها.

ولكن سأقف أمام الله وسأعطي حساباً عما علمّت به ولذلك أنا مسئولة عن إخبار الناس بما يجب أن يسمعوه وليس فقط ما يرغبون في سماعه.

حياتك عظة

قد تقول “أنك لست معلم مثلي أو مثل تيموثاوس فما علاقتي أنا بكل هذا؟”

حسناً، أنت تعظ الآخرين ربما ليس بكلماتك وإنما بحياتك وبالطريقة التي تسلك بها، فحياتك عظة يراها الآخرون.

في عملك وفي محل البقالة وفي المدرسة، أنت شهادة حية تشجع آخرين وتعلن محبة الله العاملة في حياتك بدون حتى أن تفتح فمك بكلمة واحدة.

تُرى، ما هي نوعية الحياة التي تجعل من حياتنا عظة جيدة؟ إنها نوعية الحياة التي تعكس حقيقة كوننا أبناء لله وهي نوعية الحياة التي تجعلنا متميزين عن الآخرين في هذا العالم.

فمثلاً تخبرنا الآية الموجودة في 1يوحنا 4 أننا نستطيع أن نحيا بلا خوف بسبب ما فعله الله لأجلنا ولأنه وعد أن يهتم بنا ويرعانا في كل ظروف حياتنا.

يعيش الناس في خوف؛ خوف من الحروب ومن الاقتصاد ومن الحكومة ومن الأخبار المزعجة هذه الأيام.

ولكننا كمؤمنين نعلم أننا محميين في دم المسيح وأننا في آمان تحت ظل جناحيه وأنه سيرعانا حتى في أصعب الظروف.

وحياتنا يجب أن تعكس مثل هذا الإيمان وسلوكنا يجب أن يميزنا عن العالم وحقيقة أن بوسعنا أن نعيش بدون خوف تعتبر شهادة أمام العالم.

استعد لمغادرة منطقة الراحة

الآمان يختلف عن الراحة، فطالما نحن في العالم، فسوف نرى أشياء ونسمع أمور تجعلنا نشعر بعدم الراحة.

ولا بأس بهذا، فالله يضعنا في بعض الأحيان في مواقف نشعر فيها بعدم الراحة حتى نكون نور لآخرين.

ولكي نفعل ذلك لن نحتاج أن نتدين بل نحن في حاجة لأن نسمح للنور الساكن فينا أن يسطع من خلالنا من خلال محبتنا وهدوءنا وسلامنا وسخاءنا، فكل هذه أمور ستجعلنا نتميز عن الآخرين ونكون نوراً في الأماكن المُظلمة.

في هذه الأوقات الصعبة، نحتاج إلى الله أكثر من أي وقت مضى والله يحتاج كل عضو في جسد المسيح أكثر من أي وقت مضى. إنه يدعونا لكل نخرج للعالم وأن نكون نوراً في وسط الظلمة.

آمن اليوم أنك –في المسيح- قادر أن تكون الشخص الذي يريدك الله أن تكونه والشخص الذي سيستخدمه الله لتغيير حياة آخرين.

 

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon