– بقلم جويس ماير
هل تعلم أن الله يريد أن يعقد صفقة تبادل معك؟ وهل تعلم أن هذا العرض ساري في كل لحظة من لحظات يومك؟ وهل تعلم أن قليلون هم الذين يأخذونه على محمل الجدية؟ الله يريد أن يأخذ كل أحمالك ومشاكلك وهمومك وفشلك ليمنحك في المقابل سلام وفرح وفوق كل هذا فقد وعد أن يهتم بك ويرعاك.
القلق يثقل كاهلنا
الله يريد أن يهتم بنا ولكي نسمح له أن يفعل ذلك، علينا أن نتوقف عن الاهتمام بذواتنا والقلق بشأن كل الأمور التي لا نستطيع أن نتحكم فيها أو نفعل شيئاً حيالها. كثيرون يطلبون من الله أن يرعاهم ولكنهم يقلقون ويصّرون على حل مشاكلهم بأنفسهم بدلاً من أن ينتظروا توجيه الرب وإرشاده ثم يتساءلوا لماذا لا يمنحهم الرب سلامه. سيعطينا الله سلامه ولكن علينا أولاً أن نسلم له مشاكلنا وهمومنا وكل ما يقلقنا.
فعندما نسلم له أمورنا ونعترف بثقتنا في أنه يستطيع الاهتمام بنا وأنه بالفعل سيهتم بنا، سنجد راحتنا فيه عالمين أنه ممسك بزمام الأمور وأنه السيد والمتسلط على كل شيء. أما القلق فهو عكس الثقة والإيمان. القلق يسرق سلامنا ويجهدنا جسدياً لدرجة المرض في بعض الأحيان كما إنه دليل على أننا لا نثق بالله بالكامل وبالتالي لن نختبر سلامه.
يا لها من مبادلة عظيمة! نستطيع ان نعطي لله كل ما يقلقنا وفي المقابل نأخذ سلامه. نستطيع أن نلقي عليه همومنا ومتاعبنا ونأخذ حمايته وراحته وفرحه عوضاً عنها؛ إنه الامتياز الذي نتمتع به نتيجة لرعاية الله لنا واهتمامه بنا.
ولأنه يهتم بنا، يريدنا أن نحيا في سلام بدلاً من العيش في قلق مستمر وبطريقة ما سيقودنا نحو السلام إن كنا حساسين بما يكفي لسماع صوته.
كيف نسافر في رحلة هذه الحياة
تخيل أنك تقود سيارتك في طريق ما وعلى جانب هذا الطريق توجد علامات لتنبيهك أو تحذيرك. إن انتبهت لها واتبعت هذه التعليمات، ستصل بآمان للوجهة التي تريد الوصول إليها.
هكذا أيضاً رحلة هذه الحياة؛ حيث توجد علامات روحية على طول الطريق ولكي نبقى تحت حماية الله ورعايته، علينا أن نتبع هذه التعليمات التي هي دليل على ثقتك فيه وعدم قلقك نتيجة لما تمر به. لا تخف، بل تشجع. فإن انتبهت لهذه التعليمات سيكون من السهل عليك أن تبقى في الطريق الصحيح وستختبر رعاية الله وسلامه وفرحه لأنه وحده القادر أن يمنحك إياها.
ولكن إن لم تتبع هذه التعليمات، سيصير الطريق أكثر وعورة عن المعتاد وستكتشف أن قدراتك وإمكانياتك لا تكفي وربما ستشعر بالقلق والتوتر من المجهول الذي ينتظرك وقد تبتعد عن الطريق.
يشبه القلق والتوتر ارتداء بالطو ثقيل في فصل الصيف. ألن يجعك تتصبب عرقاً ويعيق حركتك؟ يفسر قاموس وبستر كلمة القلق بأنها “حاله من عدم الراحة واليقظة والتوتر” وفي بعض الأحيان يكون الإحساس بعدم الراحة غير مفهوم وليس نتيجة لأمر معين بل كل ما نشعر به هو ذلك الشعور بعدم الراحة.
ليس على أي منا أن يقلق بشأن الغد لأننا لا نستطيع التعامل إلا مع الحاضر. حتى وإن نجحنا في حل كل مشاكل اليوم، سيأتي الغد بمشاكله وبعد الغد بمشاكل أخرى.
لماذا نضيع الوقت في القلق؟ لماذا نقلق بشأن الماضي وقد مضى أو بشأن الغد وهو لم يأتي بعد؟ اليوم استبدل قلقك بسلام الله وتذكر أن كل شيء سيكون على ما يرام.