كيف تستمتعون بالحياة بالرغم من ظروفكم

 

هل تستقبلون كلَّ يوم باتِّجاه قلب إيجابي ومليء بالتوقعات بشأن ما يخبِّئه لكم يومكم، أم إنَّكم ترغبون في تغطية رؤوسكم بالبطانيَّات لأنَّك تخشون ما ينتظركم خارج باب منزلكم؟

يجب أن نحارب الشعور بالرهبة الذي يدفعنا إلى ملازمة السرير، وذلك عبر الحفاظ على الإيجابيَّة في قلوبنا وأذهاننا. فموقف قلوبنا يؤثِّر على مشاعرنا كلَّ يوم. وأفكارنا وأعمالنا هي التي تحدِّد إلى درجة كبيرة نوع اليوم الذي نعيشه. فإذا لهجنا بأفكار سلبيَّة متوقِّعين الأسوأ، ستنعكس  هذه الأفكار في أعمالنا.

يستحيل أن تتمِّموا مشيئة الله لحياتكم إذا سمحتم للأفكار السلبيَّة بملء أذهانكم، كما أنَّ الشعور بالرهبة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخوف، وإذا سمحتم له بالتغلغل في أذهانكم، فهو يوقعكم في البؤس ويسلب منكم فرحكم.

أنا اختبرتُ الشعور بالرهبة عندما كنت أخطِّط لرحلتي للوعظ في الهند. كنت متحمسة جدًّا للفرصة الرائعة المتاحة لي هناك، لكنَّ كلَّ ما استطعت التركيز عليه هو الرحلة الطويلة والظروف الحياتيَّة الصعبة في ذلك البلد، لكنِّي أشكر الله لأني تمكَّنت من تبديد تلك المشاعر السلبية من خلال أفكار إيجابية بشأن ما يمكن إنجازه في خلال وقتنا هناك. ولو أني سمحت لنفسي بالتركيز على الجوانب السلبيَّة للرحلة، لكنت خسرت الفرحة والبهجة اللتين أراد الله أن أستمتع بهما. فالشعور بالرهبة فخٌّ يجب أن تحرصوا على عدم الوقوع فيه، وإذا انتابكم إحساس بالرهبة أو الخوف بسبب خشيتكم من المستقبل أو من مواجهة أمور جديدة، تذكَّروا ما جاء في رسالة فيلبي 4: 13، ‘‘…أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي’’.

سنواجه دومًا معرقلات تمنعنا من الاستمتاع بالحياة الرائعة التي منحنا إيَّاها الله، لذا، يجب أن نقرِّر الاستمتاع بحياتنا بصرف النظر عن ظروفنا وبالرغم من التوترات وضغوطات الحياة اليوميَّة.

تواجهون كلَّ يوم شتى أنواع المواقف التي يمكن أن تزعجكم، مثل فقدان مفاتيح سيارتكم أو الوقوع في زحمة المرور، لكن حين تدركون ما يجري، اختاروا السيطرة على أنفسكم وعدم الرضوخ للمشاعر السلبيَّة.

تحمَّلوا مسؤوليَّة فرحكم، فلا يمكنكم الهروب من شخصكم، لذا من الأفضل أن تتعلَّموا أن تحبُّوا أنفسكم، فيستحيل أن تستمتعوا بالحياة ما لم تستمتعوا بأنفسكم. يفيض في داخلنا نبع من الأمور الرائعة الذي نستطيع أن نشرب منه أيًّا تكن الظروف المحيطة بنا، فنستمدُّ منه القوّة لفعل ما يلزم في حياتنا.

أنا تعلَّمت أن الحياة تصبح أفضل بكثير عندما لا نتوقَّع أمورًا غير واقعيَّة من الناس أو من أنفسنا. في الماضي، كنت أشعر بالحزن والشفقة على ذاتي لأيَّام طويلة عندما يقرِّر زوجي دايف الخروج للعب الغولف، لكنَّ الله ساعدني أن أرى أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يعتمد طرقًا مختلفة للترويح عن نفسه والاسترخاء، فدايف يحبُّ لعب الغولف فيما أنا أفضِّل الخروج للتبضُّع أو لمشاهدة فيلم كلاسيكي قديم. وما دمنا نحافظ على توازن الأمور في حياتنا، يمكننا الاستمتاع بحرية القيام بما نحبُّه. عندما أدركت هذا الأمر، شعرت بحرية رائعة سمحت لنا أنا ودايف بالقيام بالأمور التي نستمتع بها.

يمكنكم الاستمتاع بالحرية نفسها في حياتكم، فالعيش بحرية والسماح للآخرين بحذو حذوكم هو الطريقة الإيجابية والسليمة لعيش الحياة التي ترضي الله.

أيضًا، يجب أن ندرك أنَّ باستطاعتنا التمتُّع بسعادة غير عاديَّة فيما نعيش حياتنا اليوميَّة بصورة عادية. وإذا توقَّعتم أن تكون الحياة عبارة عن سلسلة طويلة من الأحداث المثيرة، فأنتم بذلك تهيئون أنفسكم للوقوع في خيبة أمل تسلب فرحكم! لذا، تعلَّموا الاكتفاء بالحياة كما هي.

تعلَّموا أن تفرحوا وتستمتعوا بكلِّ يوم من الحياة التي منحكم إيَّاها الله بفضل عون الله وتصميمكم، واستهلُّوا أيَّامكم بالقول، ‘‘هذا هو اليوم الذي صنعه الرب سأفرح وأتهلَّل به. صباح الخير يا رب!’’

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon