ماذا نفعل بينما ننتظر الرب؟

بقلم جويس ماير

هل تصلي للرب من أجل أمر معين وتنتظر أن يمد يده في هذا الأمر؟ هل تساءلت لماذا لم يستجب الرب حتى الآن؟ هل تشعر وكأن الرب قد فات حقك أو أن النصرة ليست من نصيبك؟

في كثير من الأحيان عندما نصلي من أجل أمر معين لفترة طويلة دون أن يستجيب الله، نتعلم أن نتأقلم مع الموقف وأن نتعايش معه ونستمر في مسيرتنا في الحياة متساءلين هل ومتى سيستجيب الله صلاتنا. والحقيقة هي أن الله يسمع هذه الصلوات وسوف يستجيبها حتى وإن لم نعرف كل تفاصيل الموقف الذي يمكن أن يتغير فجأة وبدون سابق انذار.

ولكن الشيء الأكيد هو أن علينا أن ننتظر قبل أن يغير الرب الأمر؛ فالانتظار حقيقة مؤكدة في الحياة سيختبرها كل شخص فينا والسؤال ليس “ماذا سنفعل إن كان علينا أن ننتظر؟” وإنما “كيف سيكون حالنا بينما ننتظر؟” وأنا أؤمن أن حالنا في أثناء أوقات الانتظر سيحدد طول المدة التي سننتظرها.

أسلوبان للانتظار

إما أن ننتظر بسلبية أو أن ننتظر بتوقع. فالشخص السلبي يأمل أن تحدث أمور جيدة دون أن يفعل شيئاً حتى يرى إن كانت ستحدث بالفعل أم لا. وبعد وقت قصير يستلسم لأنه انتظر ثم انتظر دون أن يحدث شيء. مثل هذا الشخص يأمل ويتمنى ولكن ليس لديه الإيمان الكافي.

أما الشخص الذي ينتظر بتوقع فهو شخص يملأه الرجاء والإيمان بأن الاستجابة آتية لا محالة وسوف تتحقق في أي لحظة كما أن إيمانه ليس إيماناً سلبياً لأنه واثق أن مشكلته سوف تُحل ويستيقظ صباح كل يوم على رجاء أنه سيجد الحل. قد ينتظر وينتظر ولكن فجأة سيتحقق الأمر الذي كان ينتظره.

توقع أن يحدث

مثلما تتوقع المرأة الحامل أن تلد وترى طفلها الذي تحمله في داخلها على وعد أن يخرج للنور وبالرغم من أنها لا تراه الآن، إلا أنها تعلم أنه موجود. وفي اللحظة التي تعرف فيها أنها حامل، تبدأ في التخطيط ليوم وصول هذا الطفل وتبدأ في تحضير الأشياء اللازمة وتجهيز مكان له. فهي تخطط بنشاط لوصول هذا الطفل لأنها تعلم أن الوعد سيتحقق وأن المسألة مسألة وقت. إنها تتوقع وسوف تنتظر حتى يحدث.

ومعنى كلمة انتظار يشمل “التوقع” و”التطلع” ولكنه يعني أيضاً الخدمة ولذلك فأن أوقات الانتظار لا يجب أن نقضيها في الاسترخاء وإنما في الرجاء العامل بأن ما ننتظره وما نتوقع حدوثه سوف يحدث عن قريب.

التطلع بإيمان

بمجرد أن نطلب من الرب أن يستجيب صلاتنا أو أن يحل مشكلتنا، علينا أن نتطلع بإيمان لاستجابته. نحتاج أن ننتظر بتوقع وشوق وتطلع. وعندما تمتلأ قلوبنا بمثل هذا الرجاء والإيمان سوف يُسرع الله في استجابته وتقديم الحل. وفي كثير من الأحيان يكون وقت الانتظار بمثابة وقت إعداد لنا لحصولنا على الاستجابة، فلو استجاب الله لصلواتنا على الفور لكان كثيرون منا غير مؤهلين ومستعدين لقبول الاستجابة أو الحل.

في كثير من الأحيان نجد أنفسنا في مشكلة كبيرة أو موقف صعب لا نستطيع احتماله ولا حتى لدقيقة واحدة أخرى ولكن علينا أن ننتظر الرب ببساطة الإيمان وبثقة فيه وبطريقة ما سيتدخل الله فجأة.

ثم فجأة …

لقد تعلم بولس وسيلا الانتظار وقد احسنا الانتظار حيث يخبرنا سفر الأعمال كيف أنهما ضُربا وأُلقيا في السجن ونقرأ في عدد 24 من الإصحاح 16 إن السجّان وضعهما في السجن الداخلي وقيد أرجلهما في المقصلة ليتأكد من أنهما لن يهربا. ونحو منتصف الليل، تراءى الله. نعم، ربما كان من الأفضل أن يتدخل الله قبل ذلك بقليل، إلا أن بولس وسيلا لم يمانعا لأنهما كانا قد بدءا في الترنيم والتسبيح لله. هكذا كانا ينتظران الرب!

ويقول الكتاب في الأعداد 25-26 “ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله، والمسجونون يسمعونهما،  فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن، فانفتحت في الحال الابواب كلها، وانفكت قيود الجميع.” لقد استجاب الله لهما فجأة.

عندما ننتظر الرب بصبر وبتوقع وبرجاء في وسط الظروف الصعبة، سيتراءى الرب بغتة.

لذلك لا تستسلم، ولا تتوقف عن الإيمان. ليملأ الرجاء والتوقع قلبك. ثق أن قوة الله غير محدودة وأنه سيتراءى لك.

 

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon