أصعب عدو يمكن أن نحاربه هو ذاك الذي لا نعرف عنه شيئاً. لقد كنت مؤمنة لسنوات طويلة قبل أن أعرف أن عدو الخير يسعى بكل قوته ليمنعني من العيش في خطة الله الصالحة لحياتي.
يعتبر الخداع من بين الحيل الأساسية التي يستخدمها وذلك بأن يملأ أذهاننا بشتى أنواع الأفكار السلبية.
يخبرنا الكتاب المقدس في يوحنا 8: 44 أن إبليس كذاب وأنه يحاول مرة ومرات أن يجلعنا نؤمن ونصدق أمور غير حقيقية، وهنا يتضح أهمية تجديد أذهاننا بالسلاح المتاح لنا وهو كلمة الله.
لنقرأ معاً رومية 12: 2 “ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة”.
نحن في حرب روحية وفيها يجب أن نحارب مستخدمين أسلحة روحية ويعتبر الكتاب المقدس هو أحد أسلحة الدفاع الأساسية للتغلب على أكاذيب إبليس وحيله.
بماذا تؤمن؟
تقول كلمة الله في 2كورنثوس 10: 4-5 “إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح.”
ما هي الحصون التي يتحدث عنها الكتاب في هذا الجزء؟ إنها الأماكن التي استوطنها إبليس وتسلط عليها. ربما سمعت هذا المصطلح من قبل وهو مصطلح يستخدم عادة في الغزوات والحروب.
ويتحدث الكتاب المقدس هنا عن الحصون الموجودة في أذهاننا وهي تلك الأفكار التي يسود عليها إبليس والجوانب التي ربما خدعنا فيها.
ربما تتساءل: كيف يفعل ذلك؟ حسناً، يملأ إبليس أذهاننا بنماذج مُصممة باحتراف من شأنها أن تبث الشك والخوف والعقلانية في إذهاننا وبنظريات تجعلنا نتحدى الحق الموجود في كلمة الله.
وعندما تتأصل هذه الأفكار في أذهاننا، تصبح حصوناً يتسلط عليها إبليس.
لسنوات، آمنت بأمور كثيرة لم يكن لها أساس من الصحة أدت بدورها لفوضى لا بأس بها في حياتي. على سبيل المثال كنت أؤمن بأمور مثل:
“لن يحدث أمر جيد في حياتي، لذلك فمن الأفضل ألا أتوقع شيئاً على الإطلاق.”
“سأحظى بنوعية حياة من الدرجة الثانية بسبب الإساءة التي تعرضت لها في طفولتي. لقد صرت بضاعة فاسدة.”
لم أعلم أن بوسعي أن أرفض هذه الأفكار الخاطئة.
لكن الخبر السار هو أن لكلمة الله سلطان وقوة عندما نصرف الوقت في قراءتها ودراستها وفهمها والسلوك بمقتضاها، ستتغير حياتنا من الداخل للخارج وستعيننا على هدم الحصون التي بناها العدو.
ليكن لك سلطان على أفكارك
هل تفكر في الأمور التي تفكر فيها؟ قد يبدو هذا السؤال مضحكاً بعض الشيء، لكن يمكن لكل منا أن نجري جرداً لأفكارنا بصفة دورية حتى نتأكد من أنها تتفق مع كلمة الله.
يا لها من استنارة عندما أدركت أني لست مضطرة لأن أفكر في كل فكرة ترد إلى ذهني وأن بوسعي أن أتسلط على أفكاري وأفكر في الأمور الجيدة عن عمد!
إن شعرت أن حالتك المزاجية في إنحدار، راجع الأفكار التي راودت ذهنك مؤخراً وستكتشف السبب. أنا شخصياً أشعر بسعادة كبيرة عندما أتعلم كيف استطيع فعل شيء تجاه المشاكل التي أعاني منها: عليّ أن أفكر عن عمد.
سيحاول عدو الخير أن يتسلط على أفكارك في بداية اليوم. فبمجرد أن تستيقظ من نومك وقبل أن تغادر فراشك سترد إلى ذهنك كل أنواع الأفكار السلبية تجاه الأشخاص والمواقف.
وهنا كان عليّ أن أخاطب نفسي وأقول لها “يا جويس، أنصحك ألا تسلكي هذا الطريق!” وبعدها اتخذ قراراً بأن أفكر في أمور إيجابية وأردد كلمات تشجيع تتفق مع كلمة الله.
للحصول على أفضل النتائج، اتبع هذه الطريقة…
عندما تجد نفسك تفكر في أمور سلبية، اعزم أن تستبدلها بأفكار إيجابية وبالحق الموجود في كلمة الله.
مثلاً، إن حاول عدو الخير أن يُشعرك بعدم القيمة، واجه هذه الأفكار بما تقوله كلمة الله عنك:
“أنا ابن لله. أنا صنعة يديه وقد ميزني عجباً. الله يحبني ويهتم لأمري. لقد اختارني قبل تأسيس العالم ولديه خطة رائعة لحياتي.” (مزمور 139، رومية 8: 38، إرميا 1: 5؛ 29: 11).
كلمة الله هي سلاحنا للتصدي لأكاذيب العدو وكلما عرفنا المكتوب وكلما تعمقنا وثبتنا فيها، كلما تمتعنا بالحرية في جوانب حياتنا المختلفة.