ضبط النفس يعني تسليم كل شيء لله والاعتماد على قوته. لكل منا حلم أو رؤية ولكل منا جانب في حياته يريد تطويره وتدريبه ليكون أفضل …
ربما تريد أن تكون أكثر لياقة جسدية أو أن تحسن صحتك البدنية ، أو ربما تريد تحقيق استقرار مادي في حياتك أو ربما تسعى لتطوير عملك الخاص أو تحلم بفرصة جديدة للخدمة.
أي كان هدفك أو حلمك، من المؤكد أنك لن تستطيع الوصول لهذا الهدف بدون انضباط وضبط نفس.
في مرحلة من مراحل حياتي كنت أظن أني لو تناولت واحدة من حلوى الشيكولاته فلن استطيع أن أمنع نفسي من أكل دستة كاملة منها.
لماذا؟ لأني لم أكن أتمتع بضبط النفس ولأني لم أؤمن أن بوسعي أن أتغير.
ولكن الحقيقة هي أننا نستطيع أن نتغير وأننا قادرون بنعمة الله أن نتخذ قرارات صحيحة ونتبنى عادات جديدة لكي تكون لنا الحياة التي نرجوها.
أولاً وقبل كل شيء أريدك أن تعرف أن الحياة المنضبطة وتكوين عادات جديدة صحيحة يتطلب أكثر من مجرد قوة الإرادة.
لن أنسى الوقت الذي سمعت فيه تعليماً عن قوة الكلمات! يومها غادرت الكنيسة وقد عزمت أن أغلق فمي بحيث لا تخرج منه كلمة ردية وقررت أن أضبط لساني.
وبالفعل نجحت في أن أصمت ولكن سرعان ما أدركت أني صرت كئيبة.
عندئذ تحدث الله إلى قلبي قائلاً “لقد اغلقتِ فمك ولكن شيئتً لم يتغير في داخلك!”
إليكم الدرس الذي تعلمته: عندما يطلب الله منك أن تفعل شيئاً، ثق أنك لن تستطيع أن تفعله ما لم تتكل عليه بالكامل.
لقد غيرت الآية الموجودة في يوحنا 15: 5 حياتي “… بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً.”
اصرف وقتاً كل يوم في قراءة كلمة الله وفي التحدث إليه في الصلاة، فأروع الأوقات في حياتي كانت نتيجة لجلوسي في محضر الله واعترافي أمامه بأني غير قادرة على عمل شيء ما لم يسير هو أمامي.
لا علاوة بدون اجتهاد في العمل
في الماضي كان على العامل أن يعمل لوقت طويل قبل أن يحصل على علاوة أو إجازة أو أية امتيازات، أما الآن فإن هذه الأمور يُطالب بها من البداية وعلانية.
أنا لا أعترض على منح العاملين مثل هذه الامتيازات ولكن المشكلة هي في شعورهم باستحقاقهم لهذه الامتيازات.
أنا شخصياً أعتقد أن كثيرون يريدون العلاوة بدون العمل بمعنى أنهم يريدون الحصول على كل ما يريدون بدون انضباط أو تحمل المسئولية.
قال مدرب كرة القدم الأمريكية فينس لمباردي أنه سوف يعلم اللاعبين الانضباط حتى يتمكنوا من الحصول على الأشياء التي قالوا أنهم يريدون الحصول عليها.
آرأيتم؟ في عالمنا اليوم نستطيع أن تعد وجبة في الميكروويف ولكن الحياة المسيحية لا يمكن أن تحدث في الميكروويف.
الحياة مع الله هي عملية نمو تدريجي لأننا قليلاً قليلاً وبينما نبدأ في اتخاذ قرار صحيح بعد الآخر سيساعدنا الرب على التخلص من أعدائنا لكي يصل بنا إلى الأرض التي يريد أن يعطينا إياها.
نعم، ضبط النفس عملية صعبة في البداية ولن تعجبنا ولن نشعر بالراحة خلالها. ولكن في كل مرة نقرر أن نفعل الصواب، سيسُهل الأمر تدريجياً وستقترب خطوة بعد خطوة من هدفك.
الحق أم العواقب؟
تعلمنا كلمة الله أن الحكيم يفكر في العواقب وينتبه للآخرة أكثر من الوقت الراهن.
نعم، تستطيع أن تعيش حياة كسل بلا ضوابط وبالرغم من ذلك يمكن أن تذهب إلى السماء ولكنك لن تنعم بالفرح والسلام ولن تتمكن من تمجيدا لله في حياتك.
أشجعك اليوم أن تنظر إلى الانضباط وضبط النفس بنظرة جديدة لأنهما أدوات مُعينة تساعدك أن تحيا حياة صحيحة يملأها السلام والرخاء والعلاقات الجيدة والشعور بالرضا الناتج عن تحقيقك للغرض الذي وضعه الله لحياتك.
تذكر: أي كان هدفك –سواء كان لياقة بدنية أو التحلي بإتجاه قلب إيجابي- ثق أن الله أعطاك كل ما تحتاج إليه. لذلك اطلب من الرب القوة واسعى نحو هدفك.
وبينما تستمد قوتك من الله وقليلاً قليلاً ستنال الحرية والنجاح والشبع، مع المسيح، نجد ضبط النفس يمكننا تجاوز التحديات بثقة