بقلم جويس ماير
إن المسيح يأتي لنحرر أسرى الرجاء من كل ضيقة وظلام، ويغمرهم بنوره الدائم.
الله صالح ولديه خطة صالحة ورائعة لحياة كل منا. مهما كان الأمر الذي تجتاز فيه الآن، تذكر أن خطة الله ستتحقق. وإلى أن يحدث ذلك، افعل ما توصينا به الكلمة في روميه 12: 12 “فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة”.
يا لها من وصية رائعة خاصة عندما نشعر وكأن انتظارنا لأمور نشتاق إليها في حياتنا قد طال أكثر من اللازم. فالرجاء أمر مهم جداً لأنه يجعلنا نتطلع للمستقبل متوقعين ومنتظرين ما نرجوه.
الترقب والتوقع: زرع الرجاء في قلوبنا
عبر السنين، تعلمت أن أحبس نفسي في سجن الرجاء واثقة بأن الله ليس لديه إلا كل ما هو صالح ورائع. لقد وعدني بأمور تخص خدمتي وحياتي ولأني تمسكت بهذا الرجاء، تمكنت من اجتياز السنوات الأولى عندما كانت الأمور صعبة.
أتذكر أنه لم يمضي على زواجي بديف سوى ثلاث أسابيع عندما سألني “ما خطبك؟ لماذا تنظرين للأمور بسلبية هكذا؟” قلت له “حسناً، إن لم أتوقع حدوث شيء طيب، فلن أحبط إن لم يحدث”. هكذا كانت مشاعري بسبب خبرات الماضي التي مررت بها. كانت لي نظرة سلبية تجاه الحياة وكانت كلماتي سلبية أيضاً.
أسرى الرجاء: تحويل الألم إلى أمل
هكذا كانت حياتي قبل أن أصبح أسيرة الرجاء. فكلما تعمقت علاقتي مع الله، كلما تعلمت أن أثق به وأن أتمسك بكلمته وأن أصلي بثقة عندما تكون الأمور صعبة. اليوم تغيرت نظرتي للحياة عما كانت قبل سنوات، الآن استمتع بحياتي وأشجع آخرين أن يستمتعوا بحياتهم أيضاً. لقد مات يسوع لكي نعيش نحن حياة وفرة وغنى وشبع. والرجاء هو التوقع الواثق للأمور الرائعة التي سيأتي بها المستقبل.
أعلم أن هناك أمور تحدث في الحياة غير مُسرة مما يجعل فكرة التمتع بالحياة فكرة بعيدة المنال. لذلك دعونا نفكر في الأمر بالطريقة التالية: ماذا تأمل في الغد؟ ماذا تتوقع في الحياة؟ إلام تصبو وتتطلع في المستقبل؟ ركز على هذه الأمور!
كنت سلبية بسبب الأمور السيئة التي حدثت في حياتي، تقوقعت في ألم الماضي ولم أؤمن أن هناك أمور رائعة يمكن أن تحدث في المستقبل. لقد تبرمجت على أن أمور سيئة سوف تستمر في الحدوث بسبب الأمور السلبية التي حدثت في ماضي… لقد فقدت الرجاء والأمل.
معاني الرجاء وكيفية تمسكنا به
هذا الوعد بمضاعفة البركة ليس للمتقلقين أو لمن يتزعزعون بسهولة. في الأوقات التي يتسلل فيها الشك والخوف إلى حياتنا، يجب علينا أن نقاتل بإيمان، مُسلحين أذهاننا ضد الأفكار السلبية. أشجعكم أن تثبتوا على وعود الله لكم بثقة.
أثر الرجاء في تحرير قوة الروح القدس
في أكثر من موضع، التقى يسوع بأشخاص وغيّر حياتهم. وعلى الرغم من رغبتهم في البقاء معه، أرسلهم ليشاركوا ما تعلموه مع الآخرين. نحن أيضاً علينا أن نتمسك بوعوده، واثقين أنه سيتممها في حياتنا. فالرجاء يطلق قوة الروح القدس في هذه الأوقات.
نمو الرجاء ورفض السلبية
أريد أن أشجعكم اليوم أن تنموا الرجاء في حياتكم، تفوهوا بأمور إيجابية عن مستقبلكم وارفضوا السلبية. قد لا تشعرون بالأمل دائماً، ولكن لا تستسلموا لمشاعركم السلبية. إن الانتباه لها يجعلها تتمكن منا وتقوى. لذلك، دعونا نثبت في كلمة الله ونطلب من الروح القدس أن يقود حياتنا، نتفق مع كلمة الله، ونتحمس لخدمته، داعين الآخرين ليكونوا أسرى الرجاء.
أسرى الرجاء: رحلة الإيمان والتفاؤل
إن تفاعلنا مع كلمة الله ووعوده يمكن أن يحول حياتنا، مما يسمح لنا بأن نكون أسرى الرجاء، وأن نبث هذا الأمل إلى من حولنا. هيا نكون دعاة للرجاء ونشارك البهجة التي وعد بها
الرب في كل جانب من جوانب حياتنا. في وسط العواصف، تذكروا أننا أسرى الرجاء ونحمل نور الإيمان الذي لا يخبو.