نوفمبر 23
“واما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك.” -متى 6: 3
كلنا سمعنا قصصاً عن شهداء عظماء صنعوا أموراً عظيمة وضحوا بحياتهم من أجل المسيح. ولكني اليوم أتحدث عن نوع آخر من الشهداء. إنهم شهداء لا يتحلون بالشجاعة أو النبل بل هم أشخاص يعانون ويتألمون باستمرار ومستعدين لسرد قصة حياتهم لكل من لديه استعداد أن يسمع. هذا النوع من الشهداء يريد أن يخبر كل إنسان بالتضحيات التي يقدمها من أجل الآخرين.
وما أسهل الوقوع فريسة لهذا النوع من الاستشهاد لأن الأمر يبدأ بخدمتنا لعائلتنا أو لأصدقاءنا، الأمر الذي نرحب به ونفعله بكل محبة ولكن بعد فترة تتغير إتجاهات قلوبنا ونبدأ في توقع رداً لما نقدمه من خدمات لهم وبمرور الوقت نتخلى عن قلب الخادم في داخلنا وسرعان ما تتسرب المرارة إلى قلوبنا فنرسي لحالنا وندعي بأننا شهداء خدمتنا للآخرين.
توصينا كلمة الله ألا تعلم شمالنا ما تفعله يميننا، بمعنى أن علينا أن نخدم ونعطي دون أن ننتظر أو نتوقع أن يلاحظ الآخرون.
هل وقت فريسة في فخ هذا النوع من الاستشهاد؟ أطلب من الرب أن يعطيك قلباً يشبه قلبه حتى تتمكن من خدمة الآخرين دون انتظار مقابل أو استحسان.
صلاة: يا روح الله، اعلن لي إن كنت قد سقطت فريسة لهذا النوع من الاستشهاد. امنحني قلباً يشبه قلبك حتى أخدم الآخرين بمحبة وابذل ذاتي من أجلهم مثلما فعلت.
الآن يمكنك الاستماع للتأمل اليومي