17 مايو
“ليس خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا.” (عبرانيين 4: 13)
سألني أحدهم كيف تمكنت من التحرر من ماضيّ المؤلم، وكانت الإجابة بسيطة للغاية: لقد منحني الله نعمة وقدرة واستعداد لكي أواجه حقيقة نفسي.
نشأت في بيت يسوده جو من الغضب وعدم الاستقرار وبسبب طبيعتي الحادة، كنت تعيسة طوال الوقت وكئيبة ومُحبطة وغير مُشجعة. تمنيت لو كانت حياتي أفضل، إلا أن امنياتي لم تحل المشكلة بل أضاعت الوقت وجعلتني القي اللوم على الظروف والعائلة التي نشأت فيها كلما واجهت مشكلة.
وأخيراً ساعدني الرب أن أدرك أني غير مسئولة عما حدث لي وأني لن أتمكن من تغيير الماضي، ولكن علي أن أتوقف عن التمني وأبدأ في تحمل المسئولية بشأن الأسلوب الذي سأحيا به حياتي من الآن فصاعداً. كان علي أن أتوقف عن لوم الآخرين والظروف والبحث عن الأعذار. وعندما فعلت وعندما وضعت ثقتي ورجائي في الله القادر أن يشفي ويبريء، تغيرت حياتي وصار لي سلام وصرت استمتع بحياتي.
ربما تمر بظروف مشابهة، وربما تشعر بالرهبة من مواجهة حقيقة نفسك، لكن ليس عليك أن تفعل ذلك بمفردك. الله عالم بكل ضعفاتك، لذلك اطلب منه أن يريك الأمر من وجهة نظره وثق أنه سيساعدك لكي تنهض وتتحمل المسئولية وتعيش في سلام. اليوم لا تخف من مواجهة حقيقة نفسك، بل اسمح للرب أن يقودك لغد أفضل.
صلِ هذه الكلمات:
يا روح الله، أحتاج لمعونتك حتى استطيع مواجهة حقيقة نفسي. لقد حان الوقت لكي أتوقف عن لوم الآخرين والظروف. سوف أواجه مشاكلي بقوة الكلمة المكتوبة وبمعونة الروح القدس سوف أتحمل المسئولية وسأتغير للأفضل.
الآن يمكنك الاستماع للتأمل اليومي