– بقلم جويس ماير
من خلال دراسة الكتاب المقدس بعمق وتدبر. يمكننا أن نكتشف خطط الله لحياتنا ونفهم رسالته لنا بشكل أوضح. قضيت أكثر من 30 عاماً أدرس الكتاب المقدس، الأمر الذي غير حياتي بالكامل وكم أشكر الرب على ما أعرفه الآن، ولكنه شيء لم يحدث بين ليلة وضحاها. فإن أردت أن ترى تغيراً في بعض جوانب حياتك، عليك أن تدرس كلمة الله بعناية.
لماذا أدرس كلمة الله؟
الكتاب المقدس ليس كتاباً عادياً، فالكلمات الموجودة بين صفحاته هي دواء للنفس، قادرة أن تشفي وتغير لأنها روح وحياة. راجع عبرانيين 4: 12. عندما تكتشف الحق الموجود في كلمة الله وما لها من سلطان وقوة، ستتغير حياتك تغيراً ما كان ليحدث لولا هذا الحق، وستتعلم كيف تميز الحرب التي يحاول عدو الخير أن يشنها عليك.
كل ما عليك هو أن تبدأ الآن وأن تلتزم بدراسة الكلمة وتأكد أنك في كل مرة تدرس الكلمة، وتنتبه لما تقرأه سوف تتعلم أمراً جديداً.
يقول الكتاب في سفر الأمثال 4: 20 -22 “يا ابني، اصغ إلى كلامي … لأنها هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد.” لاحظ أن كلمة “اصغ” تعني الانتباه وتتطلب وقتاً. فالإصغاء لكلمة الله أمر يتطلب أكثر من مجرد قراءتها.
نحتاج أن نتفق مع الله بشأن الأمور التي يريدينا أن نفعلها وهذا ما يقوله لنا سفر الأمثال. فإن كنت بحاجة إلى تشجيع في حياتك، أو إن كنت تعيش في جو يمتلئ بالسلبية، ثق أن بوسعك أن تجد حياة وشفاء في كلمة الله.
أي سفر أدرس؟ – دراسة الكتاب المقدس
يمكنك أن تبدأ بأي سفر وأي جزء تعتقد أنه سوف يساعدك. فإن كنت تصارع مع مشاعر الغضب أو الخوف، يمكنك الرجوع إلى فهرس الكتاب المقدس لتبحث عن هذه الكلمات، ثم ادرس الأجزاء التي تتحدث عنها.
إن لم يكن هناك موضوع معين يشغل بالك، يمكنك أن تتصفح فهرس الكتاب لتختار كلمة أو موضوع بعينه، ثم استخرج الآيات والأجزاء الكتابية التي تدور حول هذه الموضوع لتدرسها. اطلب من الروح القدس أن يقودك وسوف يفعل ويعلن لك أموراً.
عندما بدأت أدرس الكتاب المقدس، كانت علاقاتي مع الآخرين سيئة للغاية ولم أكن أعرف المعنى الحقيقي للحب، لذلك قررت أن أدرس عن موضوع المحبة، وعندها أدركت أنها ليست مجرد مشاعر غير ملموسة، وإنما اختيار وقرار بأن أثق في الآخرين. لم أكن أعرف كيف أحب الآخرين ولا حتى كيف أحب نفسي ولكن من خلال دراسة ما يقوله الله عن الحب، تعلمت أن أحب وبدأت حياتي تتغير.
إن القدرة على تطبيق ما تدرسه على حياتك اليومية، مثلما فعلت أنا عندما درست موضوع المحبة- مثال عملي على ما تستطيع كلمة الله أن تفعله في حياتك.
أتمنى أن تكون قد أدركت أهمية دراسة الكلمة! دعوني أشارككم فيما يلي بأربع خطوات يمكن أن تساعدك على التعمق في دراسة كلمة الله:
خطوات عملية لدراسة الكتاب المقدس
+ خصص وقتاً كل يوم. فأنا ألتقي بالله في الصباح، ولكن إن لم يكن هذا الوقت مناسباً لك، اشجعك أن تبحث عن وقت يمكنك أن تخصصه لله حتى وإن لم يكن بصفة يومية. فقط افعل ما بوسعك وسترى الثمر الذي سيعود على حياتك بسبب هذه الأوقات التي خصصتها لدراسة الكلمة.
+ قم ببعض الترتيبات. ابحث عن مكان تستمتع بالتواجد فيه، مكان في منزلك تستطيع أن تختلي فيه بنفسك، مكان مريح ومتاح.
+ استعد بكل الأدوات والوسائل التي ستحتاج إليها. بالتأكيد ستحتاج إلى كتاب مقدس وقاموس وفهرس وورقة وقلم لتدوين الشواهد أو الأمور التي سيكلمك الله بشأنها.
+ جهز قلبك. اخبر الله بالأمور التي تحتاج أن تعترف إليه بها، حتى لا تعيقك هذه الأمور عن الدخول إلى محضر الله واستقبال إعلاناته لك خلال هذا الوقت.
خصص وقتاً للدراسة وستختبر قوة وتغيير في حياتك، وستصير الشخص الذي يريدك الله أن تكونه وستتمتع بالسلام وبكل يوم من أيام حياتك.
لتعزيز علاقتك مع الله والتعلم من حكمته، من الضروري أن تخصص وقتًا يوميًا في دراسة الكتاب المقدس والتأمل في آياته.