بقلم جويس ماير
بفضل استراتيجيات للتحكم في الضغوط، يمكنك أن تواجه تحديات الحياة بإيمان وثقة دون أن تفقد سلامك الداخلي.
الضغط في حياتنا اليومية
في عالمنا اليوم، يبدو أن كل الناس يرزحون تحت وطأة الضغوط التي أصبحت جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية. وكلما استطعنا إبقاء هذه الضغوط في إطار حدودها المعقولة، لا توجد مشاكل، ولكن عندما نسمح لهذه الضغوط أن تتعدى الحدود المعقولة، تبدأ المشاكل.
مثال الكرسي وعلاقته بالضغوط الموجودة
إن الكرسي صُمم لكي نستطيع الجلوس عليه، كما أنه صُمم لتحمل مقدار معين من الوزن. فإن أحسنا استخدامه، دام لفترة طويلة، ولكن إن وضعنا عليه أثقالاً تفوق قدرة احتماله، تهالك سريعاً وربما تحطم بالكامل تحت وطأة هذا العبء.
قدرتنا على التحمل
بنفس الطريقة، تم تصميم كل شخص فينا بقدرة تحمل معينة سواء على المستوى الجسدي أو الذهني أو النفسي. وتظهر المشاكل عندما نسمح لأنفسنا أن نرزح تحت أثقال وأحمال أكثر من التي نستطيع احتمالها.
قيمة التدبر في حياتنا
من بين الكلمات التي قل استخدامها هذه الأيام كلمة “تدبر أو تعقل” وتعني الإدارة الحذرة: الاقتصاد. والشخص المُدبر في كلمة الله هو الوكيل الذي يحسن إدارة المواهب التي أعطاها له الله لكي يستخدمها. ومن بين هذه المواهب الوقت والطاقة والقوة والصحة وأيضاً الممتلكات المادية وتشمل أيضاً أجسادنا وعقولنا وأرواحنا.
اختلاف قدراتنا في إدارة المواهب
وكما أن كل شخص منا قد أُعطي مواهب مختلفة، هكذا أيضاً تختلف مستويات القدرة على إدارة هذه المواهب من شخص لآخر. فبعضنا يستطيع إدارة واستخدام مواهبه أفضل من الآخرين.
معرفة حدودنا وتحملنا
يحتاج كل منا أن يعرف حدوده وأن يعرف مقدار الضغط الذي يستطيع أن يتحمله. علينا أن نميز حالتنا عندما نكون قد وصلنا إلى أقصى درجات الاحتمال أو عندما نكون محملين بأعباء وضغوط أكثر من احتمالنا. فبدلاً من أن نضيف أعباء أخرى على حياتنا لمجرد إرضاء الآخرين أو إشباع رغبات شخصية للوصول إلى أهداف معينة، نحتاج أن نستمع لصوت الله ونطيع ما يقوله لنا وننفذه. فإن أردنا أن نستمتع بحياة مباركة، علينا أن نتبع حكمة الله لنا.
تأثير الأشياء الصغيرة والكبيرة على الضغوط
هل تعلم أن أي شيء، صغير كان أم كبير، يمكن أن يسبب نوعًا من أنواع الضغوط؟ اتعلم أن الأشياء التي تسبب لك ضغوطاً قد لا تسبب أي ضغط لشخص آخر؟ وهل تعرف أن ما يقلقك الآن قد لا يسبب لك أي مشكلة في المستقبل؟ وقد توافقني أن مسببات الضغوط يمكن أن تكون أشياء كبيرة كما يمكن أن تكون أشياء صغيرة جداً؟
التعامل مع الضغوط في الحياة
لا يستطيع أي شخص أن يتخلص من كل الأشياء التي تسبب الضغوط في الحياة، كبيرة كانت أم صغيرة. لذلك علينا أن نتعلم أن نكون مدبرين حكماء فنحدد ونعرف مصادر الضغوط التي تؤثر علينا ونتعلم كيف نتجاوب معها بطريقة صحيحة. علينا أيضاً أن نعرف حدودنا فنتعلم أن نقول لا لأنفسنا وللآخرين.
التأثير السلبي للضغوط
فإن لم نحسن التعامل مع مسببات الضغوط، فقد ينتهي بنا الحال عند الانهيار التام. ولأن أي منا لا يقدر أن يقلل أو يمحو الكثير من مسببات الضغوط في حياتنا، لذلك علينا أن نبذل الجهد الواعي لتقليل آثارها السلبية علينا. فعندما نكون غير قادرين على التحكم في كل ظروف حياتنا، علينا أن نتكيف ونطوع نظرتنا لها حتى لا تسبب لنا ضغطاً.
كيفية التصدي لضغوط الحياة
الغريب أن الجو العام لعالمنا اليوم محاط بالضغوط ولكن إليك هذا النبأ السار، نحن غير مضطرين للسلوك بحسب نظام هذا العالم، فلا يجب أن نسلك نحن مثل بقية أهل العالم الذين لا رجاء لهم أو سلام. إن رد فعل العالم تجاه الضغوط هو الحزن والاكتئاب، أما رد فعلنا نحن فيجب أن يختلف تماماً.
تغيير اتجاه القلب
يجب أن نغير من اتجاه قلوبنا، فلقد لاحظت أن اتجاه القلب الصحيح تجاه المواقف يمكن أن يغير المواقف بأكملها. فبدلاً من الشد العصبي والتوتر، أحاول تهدئة نفسي والتفكير
لا تدع الضغوط تحطمك، بل تبنى استراتيجيات للتحكم في الضغوط واستمر في رحلتك الإيمانية بثقة ويقين.