أسرى الرجاء

الله صالح ولديه خطة صالحة ورائعة لحياة كل منا. مهما كان الأمر الذي تجتاز فيه الآن، تذكر أن خطة الله ستتحقق وإلى أن يحدث ذلك افعل ما توصينا به الكلمة في روميه 12: 12 “فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة.”

يا لها من وصية رائعة خاصة عندما نشعر وكأن انتظارنا لأمور نشتاق إليها في حياتنا قد طال أكثر من اللازم، فالرجاء أمر مهم جداً لأنه سيجعلنا نتطلع للمستقبل متوقعين ومنتظرين ما نرجوه.

عبر السنين، تعلمت أن أحبس نفسي في سجن الرجاء واثقة بأن الله ليس لديه إلا كل ما هو صالح ورائع. لقد وعدني بأمور تخص خدمتي وحياتي ولأني تمسكت بهذا الرجاء، تمكنت من اجتياز السنوات الأولى عندما كانت الأمور صعبة.

الترقب والتوقع

أتذكر أنه لم يمضي على زواجي بديف سوى ثلاث أسابيع عندما سألني “ما خطبك؟ لماذا تنظرين للأمور بسلبية هكذا؟” قلت له “حسناً، إن لم أتوقع حدوث شيء طيب، فلن أحبط إن لم يحدث.” هكذا كانت مشاعري بسبب خبرات الماضي التي مررت بها. كانت لي نظره سلبية تجاه الحياة وكانت كلماتي سلبية أيضاً.

هكذا كانت حياتي قبل أن أصبح أسيرة الرجاء. فكلما تعمقت علاقتي مع الله، كلما تعلمت أن أثق به وأن أتمسك بكلمته وأن أصلي بثقة عندما تكون الأمور صعبة. اليوم تغيرت نظرتي للحياة عما كانت قبل سنوات، الآن استمتع بحياتي وأشجع آخرين أن يستمتعوا بحياتهم أيضاً. لقد مات يسوع لكي نعيش نحن حياة وفرة وغنى وشبع. والرجاء هو التوقع الواثق للأمور الرائعة التي سيأتي بها المستقبل.

ضعفين عن تعبك الآن

أعلم أن هناك أمور تحدث في الحياة غير مُسرة مما يجعل فكرة التمتع بالحياة فكرة بعيدة المنال. لذلك دعونا نفكر في الأمر بالطريقة التالية: ماذا تأمل في الغد؟ ماذا تتوقع في الحياة؟ إلام تصبو وتتطلع في المستقبل؟ ركز على هذه الأمور!

كنت سلبية بسبب الأمور السيئة التي حدثت في حياتي، تقوقعت في ألم الماضي ولم أؤمن أن هناك أمور رائعة يمكن أن تحدث في المستقبل. لقد تبرمجت على أن أمور سيئة سوف تستمر في الحدوث بسبب الأمور السلبية التي حدثت في ماضي… لقد فقدت الرجاء والأمل.

حسناً، الله كان حاضراً وكان يعرف ما أجتاز به وعلى مر الأيام استمر في حبه لي وفي التعامل معي واعداً إياي بما جاء في إشعياء 61: 7 “عوضاً عن خزيكم ضعفان وعوضاً عن الخجل يبتهجون بنصيبهم. لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم.” إنه وعد الرب لكل واحد فينا، وعد بضعفين عن كل التعب! ضعفين من البركة والبهجة وضعفين من السلام … هللويا. ألا يبث هذا الوعد الرجاء والأمل في قلبك؟

بالطبع هذا الوعد بمضاعفة البركة ليس وعداً للمتقلق وصاحب الرأيين. ستأتي أوقات يتسرب فيها الشك والخوف وعدم الإيمان والقلق إلى حياتنا وفي مثل هذه الأوقات دعونا نحارب حرب الإيمان مُسلحين أذهاننا ضد الأفكار السلبية. أشجعك أن تقف على وعود الله لك دون أن تتزعزع.

في أكثر من موضع تقابل يسوع مع أشخاص ولمس حياتهم وبالرغم من رغبتهم في البقاء معه وإتباعه، نجده يرسلهم إلى ديارهم، إلى حياتهم الطبيعية اليومية لكي يحيوا ويشاركوا بما فعله معهم مع آخرين. بنفس الطريقة، علينا أن نتمسك بوعوده لنا واثقين أنه سيتممها في حياتنا. فالرجاء يطلق قوة الروح القدس في مثل هذه الأوقات.

الرجاء

أريد أن أشجعك اليوم أن تنمي الرجاء في حياتك، تفوه بأمور إيجابية على مستقبلك وارفض السلبية. قد لا تشعر بالأمل كل الوقت ولكن لا تستسلم لمشاعرك لأن الانتباه للمشاعر السلبية يجعلها تتمكن منا وتقوى علينا. لذلك دعونا نثبت في كلمة الله ومواعيده ولنطلب من الروح القدس أن يقود حياتنا. لنتفق مع كلمة الله ولنتحمس لنخدمه ولندعو آخرين ليكونوا أسرى الرجاء.

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon