كيف تغير حياة شخص آخر

أنا مجرد شخص واحد ولكني لا زلت شخص واجد. صحيح لا يمكنني أن أفعل كل شيء ولكن بوسعي أن أفعل شيء. وبالرغم من أني لا استطيع أن أفعل كل شيء، إلا أني أرفض ألا أفعل الشيء الذي أستطيع أن أفعله.” –إدوارد افيريت هيل

الحقيقة البسيطة والصريحة هي أن كل شخص منا سيحيا هذه الحياة مرة واحدة وأننا لا نعرف كم عدد أيامنا ولذلك علينا أن نقرر اليوم في أي شيء سوف نستثمر هذه الحياة. فهل سنختار أن نعيش بالمحبة خادمين الآخرين أم هل سنرفض أن نقوم بدورنا لأننا نشعر بأن ما سنفعله لن يصنع اختلافاً كبيراً؟ إن شخصاً واحداً يستطيع أن يصنع تأثيراً عميقاً.

تُرى، فيما ستستثمر حياتك؟ في أي شيء سوف تستثمر كل يوم من أيام عمرك؟ من الناحية الدينية قد نستسهل القول بأننا نسلم كل أيامنا لله ولكني أسألك كيف ستقضي يومك وما هي الأمور التي ستستثمر فيها أعمالك؟

لماذا لا يتدخل الله؟

نحن جيش وسيتطلب الأمر أن يفعل كل منا شيئاً حتى نستطيع تغيير العالم. الله يدعونا لكي نرتدي المحبة ولكي نشمر عن سواعدنا. ذات صباح كنت أخذ خلوتي الشخصية مع الله وقلت له في حوار دار بيني وبينه دون شكوى أو تذمر “يا رب، كيف تسكت على كل هذا الألم –الأطفال اللذين بلا طعام، التجارة بالبشر، المذابح البشرية، الظلم، والمهانة وكل هذا الفقر والألم غير المحتمل، لماذا يحدث كل هذا في العالم وأنت لا تفعل شيئاً؟”

لم أكن في الواقع أتوقع إجابة، ولكني طرحت السؤال وعلى الفور جاءت إجابته: “أنا أعمل من خلال الأشخاص وأنا أنتظر أن يفعل أولادي شيئاً.”

 

افعل ذلك عن عمد

ولكي نساعد الآخرين ونصل إليهم بمحبة المسيح، علينا أن نُخلي أذهاننا وصلواتنا وكلماتنا من ذواتنا ونبدأ في ممارسة حياتنا بهدف وقصد وعن عمد.

لقد صارت هاتان الكلمتان “عن عمد” على قدر كبير من الأهمية وسبباً في تغيير حياتي في السنوات القليلة الماضية لأني أدركت أنه ليس علي أن أشعر بأني في حالة مزاجية تسمح لي بفعل أي شيء حتى أفعله. لا يمكننا الانتظار حتى تصير الفكرة مناسبة أو حتى نشعر بأننا مستعدون لها لكي نفعلها بل يجب أن نفعلها عن عمد. وأنا لا أقول أننا لا يجب أن نصلي من أجل أنفسنا أو أن نطلب شيئاً لذواتنا ولكن إن أردنا أن نعيش حياة النصرة وإن أردنا أن نكون سعداء، علينا أن نفكر في الآخرين أولاً.

 

أكثر من مجرد دفع المال

تحدث الرسول بولس إلى المؤمنين في كورنثوس عن العطاء ودعانا لنتمثل بكنيسة مكدونية عندما قال في 2كورنثوس 8: 5 “بل أعطوا أنفسهم أولاً للرب ولنا بمشيئة الله” لقد أعطوا حسب الطاقة بل وفوق الطاقة من تلقاء أنفسهم. لقد أبهرني ما فعله أعضاء تلك الكنيسة حيث لم يكتقوا بتقديم المال، بل أعطوا أنفسهم أولاً.

وأتساءل من منا سيكون مستعداً لأن يكتب اسمه على ورقة ويضعها في طبق العطاء. يقول الكتاب في رومية 12: 1 “أطلب منكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية.”

فإن أردنا أن نكون جزءاً من ثورة المحبة في العالم، فلا شك أن الأمر سيكلفنا شيئاً وقد لا يكلفنا المال فقط بل علينا أن نكون مستعدين لكي نعطي ذواتنا أيضاً  وهذا يعني أن نحب زملاءنا في العمل والجيران ومن يعيشون معنا في المنزل. أن نحب الفقراء والضالين والمحتاجين بحيث نبذل من أجلهم الوقت والجهد وسيتعين علينا أن نتوقف عن التذمر بسبب كل الأمور التي لا تسير على هوانا ونحب الآخرين.

أكثر من مجرد كلمات

أتذكر أني سمعت قصة منذ عدة سنوات عن مُرسل في روسيا كان يجول الطرقات مخبراً الناس “يسوع يحبك، يسوع يحبك” وكان يقوم بتوزيع كتيبات كرازية. وذات يوم قالت له سيدة “أتعلم، أن عظاتك والمنشورات التي تقوم بتوزيعها لا يمكن أن تملأ بطني الخاوية.” كيف يسمعون عن الله وبطونهم خاوية؟ في بعض الأحيان سيتعين علينا أن نظهر المحبة للآخرين عن طريق تسديد احتياجاتهم وتسديد احتياجاتهم ثم تسديد احتياجاتهم وبعد أن نخفف آلامهم، عندئذ نستطيع أن نخبرهم عن المسيح.

 

القوة التي لنا

هل تعلمون ما هي قوة رسالة الإنجيل؟ إنها المحبة وليس شيء آخر. إنها أعلى درجات الحرب الروحية التي يمكن أن نتسلح بها. فشخص واحد مُكرس وخاضع للرب يستطيع أن يهز الجحيم فما بالك ما يمكن أن يفعله مجموعة من المؤمنين المكرسين؟

قال الله لي ذات مرة: “لماذا لا تدرسين كلمة الله حتى تتعلمي كيف خاص يسوع معاركه الروحية بدلاً من الصراخ في وجه إبليس طوال اليوم؟” في كل مرة كان يسوع يذهب إلى مدينة ما، كانت الأرواح النجسة تخرج. وتقول كلمة الله في رومية 12: 21 أننا سنغلب الشر بالخير. وهذا ما فعله يسوع فقد كان يجول يصنع خيراً وهذا هو ما يجب أن نفعله نحن أيضاً. إنه السلوك بالمحبة.

 

لنذهب إلى الحرب

كل واحد منا عليه أن يعلن الحرب الآن على الأنانية في حياتنا العائلية وفي مكان عملنا. دعونا نستيقظ كل صباح قائلين “يا رب، أقدم نفسي لك وأكرسها لخدمتك.”

دعونا نعلن الحرب على مملكة الظلمة: “لن أحيا سجين ذاتي، لن أحيا بأنانية متمركزاً حول ذاتي. محبة الله تسكن في داخل وسوف أعلنها في كل مكان أذهب إليه وسوف تفيض من خلالي.” عندما نرى احتياجاً، دعونا نعمل على تسديده. لسنا بحاجة لعقد اجتماع صلاة يطول 13 ساعة بشأن تسديد احتياجات الآخرين إلا إذا طلب الله منا ذلك.

سوف نفيض بمحبة المسيح على كل من هم حولنا من خلال عمل الخير والرحمة كل يوم من أيام حياتنا وعن عمد

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon