سيتعين على كل منا التعامل مع مشاعر الغضب من وقت لآخر، لكن ما هي أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشاعر؟ للإجابة على هذا السؤال، علينا أولاً أن نعرف ما هو الغضب.
الغضب هو شعور بعدم الرضى، والإهانة، والعنف والانتقام وفي كثير من الأحيان يكون تعبير عن عدم الرضا في الحياة وفي اللغة اليونانية يعتبر الغضب من أقوى المشاعر. ويبدأ الغضب بمشاعر يُعبر عنها عادة بالكلام أو الفعل. فنحن نشعر بشيء فنفعل شيء.
اكتشف أصل المشكلة
الغضب هو ثمرة جذر فاسد وفي بعض الأحيان يكون السبب الرئيسي للعضب نابع من العائلة. فالشخض الغاضب عادة ما يأتي من عائلة غاضبة لأنه يتعلم من الأمثلة التي يراها في المنزل ويواصل هذا لاسلوك بقية حياته وفي بعض الأحيان ينقله لأولاده أيضاً.
من بين أسباب الغضب:
الظلم- عندما يسيء شخص معاملتنا دون أن يكون بوسعنا عمل شيء تجاه الأمر نغضب لأننا نشعر بالظلم. وبالرغم من رعبتنا في تغيير الوضع أو الشخص الذي سبب لنا الألم، إلا أننا لا نستطيع لأننا لا نستطيع أن نُغير شخص آخر. الله وحده يستطيع أن يفعل ذلك، لذلك فمن الأفضل أن نصب طاقتنا وجهدنا في الصلاة من أجل من يسيء إلينا.
الصراع- وهو غضب مكبوت وغير مُعلن ويبدأ بالإدانة والنميمة ومحاولة النيل من هذا الشخص. ويُعبر عن هذا الصراع بالمجادلة والمناقشات الساخنة الحادة والنزاع الغاضب.
عدم الصبر- عدم الصبر ينتج عنه عادة غضب، فنحن نغضب إن لم نحصل على ما نريد في الوقت الذي نريده، عندما يتأخر أو يتعطل تقدمنا للأمام بسبب الآخرين. وبسبب الإيقاع السريع للعالم اليوم، نشعر جميعاً بنفاذ الصبر تقريباً كل يوم.
الاحتياجات الغير مُشبعة- تتسبب في شعورنا بالغضب. جميعنا لنا احتياجات نتوقع أن يسددها المقربين إلينا، فإن لم نعبر عن هذه الاحتياجات لهم، لن يتمكنوا من معرفتها أو فهمها، وحتى عندما نعبر لهم عن مدى احتياجنا لهذه الأمور كثيراً ما يخذلوننا. الحل إذاً هو أن نسأل الله لكي يسدد ويُشبع هذه الاحتياجات.
الغيرة- الغضب الناتج عن الغيرة كان من أول المشاعر السلبية المذكورة في الكتاب المقدس حيث قتل قايين أخيه هابيل لأنه غار منه. وبالرغم من أنه أقصى درجات الغيرة، إلا أنها تذكرنا بمدى خطورة مثل هذه المشاعر.
ما أكثر الذين يشعرون باليوم في مجتمعاتنا بأن قيمتهم تتوقف على وظيفتهم أو مكانتهم في الكنيسة وبسبب هذه الطريقة في التفكير، يشعرون بالتهديد عندما ينال أحدهم ترقية أو منصب أعلى. وبسبب الغيرة يحاولون أن يظهروا أهميتهم أمام الناس.
إن كنت تعاني من هذه المشكلة، عليك أن تدرك أن الله وضعك في هذا المكان لسبب ولغرض وهو يعلم ما يحمله لك المستقبل وقد تكون في مرحلة إعداد وتأهيل الآن. هناك فرق كبير جداً بين أن نكون قادرين وأن نكون مستعدين لعمل شيء معين لذلك لا تستهين بفترة البدايات الصغيرة وتذكر أننا سنقدم حساباً لله لا للناس وأننا سننال المكافأة بسبب طاعتنا لدعوة الله الخاصة جداً لحياة كل واحد فينا لا نتيجة الإنجازات الضخمة التي حققناها من وجهة نظر العالم.