كيف أكون مختلفا في حياتي اليوم؟ هل سئمت التشبه بالآخرين؟ وهل تعبت من محاولاتك لأن تكون شخص آخر وارتداء الأقنعة؟
إن كانت إجابتك هي نعم، فلا شك أنك تشتاق لأن تكون مقبولاً كما أنت دون الحاجة لأن تكون شخص آخر، أليس كذلك؟
هل تريد أن تتعلم كيف تقبل تفردك كشخص وترفض التشبه بالآخرين؟
دعني أقول لك أن الله يقبلك كما أنت وهو يعلم جيداً من تكون، فأنت شخصية متفردة وقد خلقك لتكون ما أنت عليه.
فقط، كنت على طبيعتك!
إن أردت التغلب على الشعور بعدم الأمان وإن أردت أن تكون الشخص الذي دعاك الله لكي تكونه، عليك التحلي بالشجاعة لأن تكون مختلفاً.
فالتعاسة والضيق يأتيان عندما نرفض تقردنا وعندما نحاول أن نكون مثل باقي الناس. فإن أردت أن تكون الشخصية التي خلقك الله لكي تكونها، عليك أن تجازف بألا تكون مثل الآخرين.
عليك أن تسأل نفسك: هل أبحث عن رضا الناس … أم الله؟
لا تطلب رضا الناس
ما أسهل أن نتحول لأشخاص يبحثون عن رضا الآخرين! ولكننا سرعان ما سنصبح تعساء!
فعندما نسعى لإرضاء الآخرين، سنبدأ في الاستماع للتعليقات التي تُشعرنا بالرضا عن أنفسنا وهذا ليس بالأمر السيء طالما أننا لا نستمد قيمتنا من هذه التعليقات.
علينا ألا نستمد قيمتنا من رأي الناس فينا لأنهم يتغيرون. لنا قيمة لأن يسوع يقول أن لنا قيمة وليس لأن الناس يظنون أو يقولون أن لنا قيمة.
كما أن كل من يبحث عن رضا الناس يسمح لهم أن يتحكموا في حياته لينال قبولهم أو رضالهم، والله لا يريد أن يستغلنا الآخرون أو يتحكمون فينا.
لا يجب أن ندع آراء الآخرين فينا تتحكم في حياتنا أو تصرفاتنا.
لا تتخلى عن المحبة
في ذات الوقت، علينا أن نسلك بالمحبة فلا يليق أن نفعل كل ما يحلو لنا في الوقت الذي نريده غير مبالين بمشاعر الآخرين.
لا يجب أن نقول “حسناً، هذا ما سأفعله، فإن لم يعجبك الأمر، فتلك مشكلتك!”
توصينا كلمة الله أن نحب الآخرين، وهذا ليس سلوك أشخاص يسلكون بالمحبة.
وفي نفس الوقت، علينا ألا نسمح للآخرين أن يستغلونا أو يتحكموا في تصرفاتنا لدرجة أننا لا نشعر بحرية حتى نكون على طبيعتنا لأننا إن فعلنا فسوف نصبح كل ما يتوقعنا الآخرين أن نكونه.
نشاكل أم نتغير؟
يحاول العالم -بما في ذلك كل شخص نتعامل معه سواء في نطاق العمل أو الأسرة أو الأصدقاء أو المجتمع أو حتى في الكنيسة- أن يجعلنا نشاكله أو نتشبه به.
وكلمة نشاكل تعني أن نشابه في الشكل والشخصية والسلوك لنتوافق مع العادات والأجواء السائدة.
أما كلمة الله فتقول في رومية 12: 2 “وَلَا تُشَاكِلُوا هَذَا ٱلدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ ٱللهِ: ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَرْضِيَّةُ ٱلْكَامِلَةُ.”
سيحاول الناس على مر العصور أن يجعلونا نتشكل بحسب قالبهم وهذا جزئياً نتيجة لمشاعر عدم الأمان التي يشعرون بها لأن هذا يجعلهم يشعرون بالرضا عن تصرفاتهم إن نجحوا في أن يجعلوا شخصاً آخر يفعل ما يفعلون.
قليلون جداً يستطيعون أن يكونوا على طبيعتهم وأن يسمحوا لمن حولهم أن يكونوا على طبيعتهم أيضاً.
كم سيكون العالم مكاناً أفضل إن استطاع كل منا أن يكون هذا الشخص! كم سنشعر بحرية لأن نكون على طبيعتنا وكم سيكون رائعاً أن نسمح للآخرين أن يكونوا على طبيعتهم ولن يضطر أي منا لأن يقلد شخص آخر.
فريد لغرض
الله يريد أن يأخذنا بكل ضعفنا وعجزنا لكي يغيرنا من الداخل للخارج لكل نعمل أعمالاً عظيمة هنا على الأرض.
فإن أردنا أن نتغلب على مشاعر عدم الأمان وإن أردنا أن نكون على طبيعتنا، فلا يمكن أن نستمر في خوفنا من رأي الآخرين فينا ولا يمكن أن نسمح لهم أن يضعونا في القوالب التي تناسبهم.
نحن مختلفون! كل منا شخص متميز ومتفرد وقد خلقنا الله على هذه الصورة لكي نحقق قصدة من، الإيمان بالمسيح يجعلنا نسعى لنكون قدوة، فكيف أكون مختلفًا في هذا العالم المليء بالفوضى؟