يمتلئ عالمنا بأناس أُسيء معاملتهم أو تعرضوا للآذى على يد آخرين وقد يتظاهر البعض منهم بأن كل شيء على ما يرام في حين أنهم في الحقيقة مجروحين يتألمون من الداخل.
لا يريدنا الله أن نتظاهر بأن كل شيء على ما يرام لأنه يريد أن يشفينا ويحررنا من آلم الماضي.
يقول الكتاب في إشعياء 61: 1 “روح السيد الرب عليء لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق.”
فإن أردت أن تسمع أخباراً ساره وإن كنت تتألم وتحتاج إلى الشفاء وإن أردت أن تتحرر من الماضي … أشجعك أن تأخذ هذه الآية بطريقة شخصية.
الحقيقة هي أن يسوع مات على الصليب لكي يحررنا من ألم الماضي ومن خلال علاقتنا الشخصية به يمكننا أن نختبر شفاءاً لأرواحنا وأذهاننا وإرادتنا ومشاعرنا ويمكننا أن نبدأ بداية جديدة.
الماضي ليس نهاية المطاف
أريدك أن تستوعب هذه الحقيقة جيداً: أي كانت البداية، مع الله تستطيع أن تنهيها نهاية جيدة.
لقد تعرضت للإيذاء الجسدي من قِبل والدي خلال سنوات طفولتي وتجاهلت أمي المشكلة فكانت النتيجة أني صرت امرأة غاضبة ومرة النفس ولسنوات طويلة تبنيت هذا المنطق: لا تتوقعي شيء جيد في حياتك حتى لا تحبطي.
كنت في أمس الحاجة لأن يعلن الله عن محبته لي ولتجديد وتغيير ذهني بقوة كلمته الشافية.
عندما بدأت رحلة الثقة بالله وطاعة كلمته، منحني جمالاً عوضاً عن الرماد وفرح بدل الحزن وقلباً ممتلئ شكر وتسبيح (انظر إشعياء 61: 3) حتى أني لم أعد كما كنت.
لم تكن الرحلة سهلة بل تطلبت الاجتهاد في دراسة الكلمة والصلاة وزادت الصعوبة عندما أعلن لي الله أموراً عن نفسي لم أكن أريد أن أراها ولكن الرحلة كانت تستحق التعب وهذا الوعد هي لك ولي.
كيف ننال جمالاً عوضاً عن الرماد؟
الخطوة الأولى هي أن نعترف أننا بحاجة إلى معونة من الله وأن ندرك أننا لسنا على ما يرام، فالله يعين المتضعين!
تقول الرسالة الأولى لبطرس 5: 6-7 “تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه، ملقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم.”
الخطوة الثانية هي أن تخضع ذاتك لكلمة الله وبينما تستمر في دراسة الكلمة وتطبيقها على حياتك ستمتلئ بالإيمان والحب وستتعلم كيف تميز مشيئة الله لك وقيادته لحياتك.
الله يحبك أكثر مما تتخيل ولديه خطة رائعة لحياتك، فلا تسمح للماضي أن يعيقك بل اعزم أن تطلب مواعيد الله لحياتك.