في منزلنا نقوم باستئجار شخص لكي يشذب الشجر الموجود في الحديقة. وفي ذات مرة قام بتشذيب أغصان الشجرة أكثر من اللازم في رأيي حتى أني قلت له “أنت لم تترك شيئاً فيها، لقد أفسدت الشجرة بالكامل!” فقال لي “انتظري قليلاً وسترين.” وبالفعل بعد وقت ليس بطويل أصبحت الشجرة في حالة أفضل مما كانت عليه من قبل.
وكما يحتاج الشجر إلى التشذيب من وقت لآخر للتخلص من الأغصان الميتة وقص الأفرع التي نمت أكثر من اللازم، نحتاج نحن أيضاً إلى تشذيب وإعادة تشكيل في بعض الأحيان لبعض جوانب حياتنا المختلفة.
قال يسوع في يوحنا 15: 2 “كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه وكل ما يأتي بثمر ينقيه (باستمرار) ليأتي بثمر أكثر (أفضل وأوفر).”
التشذيب عملية مهمة للغاية لنمو علاقتنا مع الله. أنا شخصياً استفيد من عمل تقييم لحياتي بصفة دورية وأطلب من الله أن يعلن لي الأمور التي احتاج أن اقتص منها لأنها تعطل وتعيق علاقتي معه.
اشجعك أن تسأل نفسك إن كانت حياتك مُعطلة بسبب بعض الأغصان الميتة في حياتك! قد تكون علاقة غير صحية مع شخص ما أو جرح قديم أو طريقة سلبية في التفكير تمنعك من التمتع بحياة الملئ أو ربما رغبة في الحصول على شيئ يشعرك بالآمان بدلاً من الرب ذاته.
ألن يكون أمر رائعاً أن نرى الأمور من وجهة نظر الله؟ أن يكون رائعاً أن نقول له “نعم يا رب، أريد أن أتخلص من هذه الأغصان الميتة”؟ لكننا في كثير من الأحيان نخشى أن نستبدل كل ما هو مألوف لدينا بما هو جديد أو بما لا نراه بالعيان.
والحقيقة هي أن أمامك خيارين: إما أن تحتفظ بهذه الأغصان الميتة وتبقى بائساً أو أن تجتاز ألم التشذيب وتسمح للرب أن يخلصك من كل معطل فيها. نعم سيكون الأمر مؤلماً، ولكن النتائج ستكون رائعة عندما تسمح للرب أن يشذب هذه الأغصان.
اثبت في المسيح لكي تُثمر
الله يحبك محبة عظيمة ويريد أن يصنع أموراً عظيمة في حياتك ومن خلالك؛ فهو يريد أن يدربك ويعلمك أن تكون لطيفاً ورقيقاً مع الآخرين وأن تتمتع بالسلام والصبر وأن تحب الآخرين وأن تغفر لهم وكل هذه ثمار لا يمكن أن تظهر فينا بدون عمل الله في حياتنا.
يقول يسوع في يوحنا 15: 4 “اثبتوا في وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيّ.” هذا يعني أن علينا أن نصرف وقتاً مع الله.
إن العلاقة مع الله أكثر بكثير من مجرد الذهاب للكنيسة صباح يوم الأحد أو قراءة الكتاب المقدس وكأنه واجب ديني. الله يريد أن تكون له علاقة شخصية عميقة مع كل واحد فينا.
وعندما نتواصل مع الله من خلال دراسة الكلمة والصلاة، نثبت فيه لأنه يريدنا أن نكون متأصلين فيه وفي محبته بحيث لا نتزعزع مهما حدث وعندئذ سنثتمر ثمار جيدة حتى في أصعب فصول حياتنا.
ثبت عينيك على الهدف
يقول الرسول بولس في رسالته إلى فيلبي 3: 13-14 “أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت ولكني أفعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع.”
اعزم اليوم في قلبك أن تترك الماضي وتسعى وتتقدم للأمام في حياة أفضل وأكثر شبعاً وملئاً في المسيح يسوع.
تأكد من أن الله سيمنحنا أفضل ما عنده عندما نسلم له نفوسنا بالكامل.