لنحب الله وأنفسنا والآخرين

بقلم جويس ماير

المحبة تتطلب فعلاً، فهي ليست شيئاً نحاول الحصول عليه بأنفسنا وإنما هو فعل نعبر من خلاله للآخرين سواء بالمشاركة أو بالخدمة.

ولأن المحبة فعل، فأنا أؤمن أن هناك ثلاث أشكال من المحبة يوصينا الله أن نعلنها أو نظهرها ويجب أن يكون كل نوع منها متوازن ومرتبط بالآخر. فبينما تقر السطور التالية، حاول أن تمتحن إذا ما كانت محبتك متوازنة أم لا.

#1 نحب الله
يقول سفر التثنية 6: 5 “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.” وفي العهد الجديد كرر يسوع هذه الوصية وأشار إلى أنه أهم وأعظم وصية على الإطلاق (مثلها مثل محبة القريب كالنفس).

كيف إذاً نعبر عن محبتنا لله؟ بأن نقول له “أحبك يا رب؟” هل بالترنيم له؟ كلها أمور رائعة ولكنها تمس السطح فقط.

نعبر عن محبتنا لله من خلال طاعتنا له وذلك لأن السلوك دليل اقوى بكثير من الكلام، فأنا أؤمن أن مستوى طاعتنا لله يتزايد بقدر عمق معرفتنا به واختبارنا لمحبته وصلاحه وأمانته في حياتنا. إن رغبتنا في تبعية الله وطاعة وصاياه تنمو بنمو محبتنا له.

#2 نحب أنفسنا
استشهد يسوع بتثنية 6: 5 عندما تحدث عن أعظم وصية فقال أن علينا أن نحب الله بكل قلوبنا ولكنه أضاف أن أعظم وصية تليها هي أن نحب قريبنا كأنفسنا (انظر مرقس 12: 31).

هنا نجد شيئاً هاماً كثيراً ما نغفل عنه وهو أننا لا نستطيع أن نمنح ما لا نمتلكه. كيف بوسع إنسان أن يحب شخصاً آخر إن لم يحب نفسه أولاً؟

ليس بوسعنا أن نعطي ما لا نمتلكه!

نحتاج جميعاً أن نقبل ذواتنا وشخصياتنا وحتى عيوبنا عالمين أننا لم نصل بعد ولكننا نتقدم للأمام. لقد مات يسوع من أجلنا بسبب عيوبنا ونقائصنا وهي أمور لا يجب أن نفرض أنفسنا بسببها. الله يريدنا أن نحب ذواتنا ونستمتع بصنعة يديه.

#3 نحب الآخرين
“نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة. من لا يحب أخاه يبقى في الموت.” (1يوحنا 3: 14).

المقصود بالحياة في هذه الآية “الحياة كما يريدنا الله أن نحياها”. فأنا لا أريد أن أحيا حياة الأموات، أن أتنفس وأمشي دون أن أعيش الحياة التي يريدني الله أن أحياها.

إن محبة الآخرين هي السبيل الوحيد لاستمرار فيض الحياة التي يريدنا الله أن نحياها. لقد وهبنا الله محبته في قلوبنا وكل ما نحتاج إليه هو أن نطلقها ونظهرها للآخرين بكلماتنا وأفعالنا.

إن إظهار محبتنا للآخرين بأفعالنا من أكثر الأمور المثيرة والمشبعة التي اختبرتها، فأنا أشعر بالفرح يتأجج في روحي عندما أخطط لفعل أمر يجعل آخرين يشعرون بالمحبة والاهتمام.

تستطيع أنت أيضاً أن تختبر هذا الشعور بالشبع من خلال أفعال المحبة للآخرين. دعني أضع أمامك تحدي: فكر في 3 أشخاص تشعر أنهم يحتاجون إلى تعبير عن محبتك لهم ثم فكر في بعض الطرق الخلاقة التي تستطيع من خلالها أن تعبر لهم عن هذه المحبة. أؤكد لك أن قلبك سيمتلئ بمشاعر الشبع والفرح إن فعلت.

كيف تستمر في نموك في المحبة؟

ستختبر بركة عظيمة في حياتك إن عزمت في قلبك أن تنمو في هذه الجوانب الثلاث من المحبة. أشجعك أن تطلب وجه الرب بشأن هذه الأمر ومعونة من الروح القدس حتى تتعمق في محبتك لله ولنفسك وللآخرين وتأكد من أنه سيعينك أن تتغلب على المشاكل والعقبات التي يمكن أن تواجهك. تذكر أن الله محبة وأنه يحبك.

Facebook icon Twitter icon Instagram icon Pinterest icon Google+ icon YouTube icon LinkedIn icon Contact icon